المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2023

مراجعة رواية( إيناس ) للدكتور إياد قنيبي

  مراجعة رواية( إيناس ) للدكتور إياد قنيبي في هذه الرواية الإجتماعية المشوقة يتناول الدكتور والداعية إياد قنيبي حفظه الله تعالى عدد من القضايا الإيمانية و الإجتماعية التي يعيشها شباب المجتمع المسلم والعربي، الذي تتقاذفه أمواج من الفتن و الشبهات والشهوات ما ظهر منها وما بطن، ومن هذه القضايا: قضية التمسك بالعقيدة و الأخلاق الإسلامية و إنجاز مشاريع نافعة للفرد و المجتمع المسلم في ظل كل هذه التحديات الخطيرة التي تعصف بالقناعات و المثل العليا. تبقى رواية ( إيناس) تجربة أدبية ودعوية موفقة تستحق الثناء و التشجيع و المحاكاة، فلا ريب أن الرواية باتت جنسا أدبيا عمت به البلوى وأقبل عليه الشباب بنهم كبير، وحولها أدباء الفكر المنحرف إلى وعاء فكري يصبون فيه ما يشائون من أفكار منحرفة، فجعلوا مبلغ همهم تصوير العوارات وتأليف قصص المغامرات الجنسية المسعورة بذريعة تصوير واقع الناس، دون أدنى مراعاة ولا احترام لقيم المجتمع الذي يعيشون بين ظهرانيه، وغضوا أبصارهم وأمسكوا أقلامهم عن المشاكل الحقيقية للمجتمع، وكل وعاء بما فيه ينضح، فأصبح من الحكمة و من الضرورة إستغلال هذا النوع الأدبي لصالح الدعوة إل...

لذات القراءة

صورة
  أحدثكم عن شيء أسميته لذات القراءة.. الحمد لله الذي لا يحمد على شيء سواه. كقارئ مغرم بالنظر في الكتب صغيرها و كبيرها حتى أكل و أمل ثم أعود سريعا كأنني ما كللت ولا مللت، فما عرفت لذة أعظم في هذه الدنيا غير لذة النظر في كتب العلم و الأدب ما خلا لذة العبادة، فتلك لذة أخرى وكبرى لايعرفها إلا الصالحون العارفون بالله وبدينه.   كم مرة أقول لنفسي: لقد كذب العشاق ولو صدقوا إن لم يكابدوا عشق الكتب، لكني سرعان ما أخجل من نفسي وأعاتبها عتابا شديدا وأذكرها بالكثير الذي أجهله، فتنطفأ شرارة غرورها، قبل أن تكون لهيبا يهلكني من حيث لا أدري ولا أشعر. ولقد حاولت غير ما مرة أن أستريح وأريح ، بأن أدع الكتب وشأنها فلا أنظر فيها ولا أقربها ولا أقترب منها فلم أفلح ولم أجد إلى الصبر عنها سبيلا، ولم أهتدي إلى الإبتعاد عنها كثيرا أو قليلا حيلة، فآثرت الإستسلام وأيقنت أن الهوى غلاب وأني مغلوب ولا فائدة من مقاومة ما لا طاقة لقلبي المتيم به، و علمت أن ذلك عشق تملك قلبي وهيام إحتل جوارحي ويأبى أن يمنحها إستقلالا مشروطا أو غير مشروط، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ولو خيرت بين الكتب وبين بعض اللذ...

ذكريات الطفولة الجميلة

صورة
ذكريات الطفولة الجميلة  ذات يوم فرح طفل بالعيد الكبير  ما إن نرجع إلى بيتنا الطيني من مصلى العيد حتى نخلع عنا عباءات وجلاليب العيد، ونلبس للعمل ما تيسر من لباس بال، والويل لمن غاب أو تأخر، وأما الواقف بلا حركة فهو الأظلم، ولولا حرمة الزمان لناله من رب البيت لطمة كافية لتذكره بالواجب الموسمي، ثم يتكلف كل منا بعمل يساعد به الوالد على نحر الأضحية، فننتشر في زوايا البيت، كما يدخل النمل مساكنه، فهذان يمكسان الكبش ويحضرانه إلى وسط البيت على الأرض الجرداء، واحد يدفعه من قوائمه الخلفية و ثان يجره من الأمامية أو من قرنين ملتويان كأنهما حية عظيمة تسعى. و بينما يتردد صياحه العالي في الأرجاء يحضر ثالث السكين المشحوذة بالأمس بحجر صلد و قليل من الماء، يختبرها الوالد كفائتها وجودتها بنشر شيء من ظفر أصبعه، و رابع يحضر حبلا مفتولا وطويلا لتعليق الذبيحة على عمود السلخ، و خامس يحضر سطل ماء لغسل أحشاء الخروف، وسادس يحضر منفاخا لنفخ جلد الخروف حتى يسهل عزل بطانته عن جلده بلا لحم ولا شحم.   لا شيء يسلم من جسم الخروف إلا قرون الكبش و فضلاته، وربما لو وجدنا سبيلا إلى الإنتفاع بها ...