ذكريات طفل صائم
الصيام الأول ذكريات طفل صائم أيقظتني أمي الحبيبة في الثالثة ليلا لتناول وجبة السحور، بعد أن ألححت عليها في السؤال أن توقظني وقت السحور، فقمت فغسلت يدي ووجهي، وجلست أنا وإخوتي على زربية قروية تقليدية نسجتها أمي من قطع الملابس البالية الممزقة، تحلقنا حول المائدة الخشبية المستديرة والصغيرة، التي وضعت عليها صينية عليها إبريق شاي كبير ساخن حوله كؤوس زجاجية صغيرة وبجانب هذه الصينية صحن خزفي رسمت عليه صورة طاووس، وعليع خبز بلدي ساخن مبلل بزيت الزيتون، مطهو في مقلات طينية على نار هادئة وقودها روث الأغنام و جدور النباتات الجافة، قبل أذان الفجر بساعتين أو ثلاث. كنا نأكل كسرة الخبز ثم نشرب بعدها جرعة من الشاي الساخن، و كانت أمي تتكلف بالمهمة الصعبة التي يخشاها الجميع ألا وهي صب الشاي في الكؤووس وتمريرها على الجالسين أثناء تناول الطعام، بينما نستمع لدروس تفسير سورة البقرة في مذياع والدي العزيز، دروس جميلة...