رسالة تلميذ إلى معلمه
رسالة تلميذ إلى معلمه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستاذي العظيم أشكرك جزيل الشكر على كل حرف علمتني إياه، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله.
أستاذي العزيز شكر الله لك وأحسن إليك كما أحسنت إلينا يوم أن أحسنت إلينا بأن علمتنا من العلم ما علمت وما تعلمت.
أستاذي العزيز،
أشكرك جزيل الشكر وإن كنت لن أوفيك حقك، فالله هو الذي يعطي كل ذي حق حقه ولا يظلم أحدا.
أستاذي العزيز،
لقد كنت بحق أبونا الثاني، وكنا لك أبناء، ويومئد لم يك لك أبناء، فربيتنا على الإحترام والتقدير وغير ذلك من محاسن الأخلاق، بل علمتنا أكثر مما علمنا آبائنا، فنجحت في الجمع بين مسؤوليتين جسيمتين: الأبوة والتعليم.
أستاذي العزيز،
ما نحن عليه اليوم إنما هو بعد فضل الله علينا بفضل جهودك، وما هو إلا حسنات من حسناتك وثمار من أشجار غرسك وإجتهادك، فمن جد وجد ومن زرع حصد.
لقد كنت بصدق، ذلك الأستاذا الجاد المجتهد، الذي يقف يشرح درسه، لا يجلس حتى يفهم أول تلميذ و آخر تلميذ، فالمعلم كالرسول يحمل رسالة ولا يستريح حتى يؤدي الرسالة التي عليه.
ولا يذكرني جدك واجتهادك إلا بذلك البستاني الحكيم الذي مر ببستانه أمير عادل حكيم يعرف قيمة الحكمة وحق أهلها، فنظر الأمير إلى البستاني فوجده عجوزا فانيا تقوس ظهره وتجعد وجهه، قد أكلت السنون من جسده حتى ما بقي فيه ما يسمن ولا يغني من جوع.
سأل الأمير البستاني العجوز وقد رآه جالسا على التراب، ممسكا في يده فسيلة يريد غرسها: لمن تغرس هذه الشجرة وأنت شيخ كبير، لا تضمن أن تجني ثمرة من ثمارها؟
فأجابه البستاني: غرسوا فأكلنا، ونغرس ليأكلوا.
فأمر له الأمير بعطاء.
فقال البستاتي: سيدي الأمير، إن الزراع لا يجني ثمرة ما زرع إلا يوم حصاده، ولكني الحمد لله جنيت قبل الحصاد، فأمر له الأمير بعطاء ثان.
فقال البستاني: أيها الأمير، إن الشجرة لاتأتي غلتها إلا مرة في السنة، و الحمد لله، ها قد جنيت من هذه الشجرة مرتين، وللتو غرستها، فأمر له الأمير بعطاء ثالث، فأنت أستاذي العزيز، ذلك البستاني الحكيم، الذي غرس ليأكلوا، كما غرسوا وأكل، وكذلك فعلت أنت، تعلمت فعلمت، واستفدت فأفدت، فأديت زكاة علمك إلى غيرك، ونرجوا أن نكون ذلك الأمير الحكيم، فنعطيك كما أعطيت.
تعليقات
إرسال تعليق