المشاركات

رسالة تلميذ إلى معلمه

  رسالة تلميذ إلى معلمه  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أستاذي العظيم أشكرك جزيل الشكر على كل حرف علمتني إياه، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله. أستاذي العزيز شكر الله لك وأحسن إليك كما أحسنت إلينا يوم أن أحسنت إلينا بأن علمتنا من العلم ما علمت وما تعلمت. أستاذي العزيز،  أشكرك جزيل الشكر وإن كنت لن أوفيك حقك، فالله هو الذي يعطي كل ذي حق حقه ولا يظلم أحدا. أستاذي العزيز، لقد كنت بحق أبونا  الثاني، وكنا لك أبناء، ويومئد  لم يك لك أبناء، فربيتنا على الإحترام والتقدير وغير ذلك من محاسن الأخلاق، بل علمتنا أكثر مما علمنا آبائنا، فنجحت في الجمع بين مسؤوليتين جسيمتين: الأبوة والتعليم. أستاذي العزيز،  ما نحن عليه اليوم إنما هو بعد فضل الله علينا بفضل جهودك، وما هو إلا حسنات من حسناتك وثمار من أشجار غرسك وإجتهادك، فمن جد وجد ومن زرع حصد. لقد كنت بصدق، ذلك  الأستاذا الجاد المجتهد، الذي  يقف يشرح درسه، لا يجلس حتى يفهم  أول تلميذ و آخر تلميذ، فالمعلم كالرسول يحمل رسالة ولا يستريح حتى يؤدي الرسالة التي عليه. ولا يذكرني جدك واجتهادك إلا بذلك البستاني الحكي...

مغالطات التنمية الذاتية

مغالطات التنمية الذاتية  خطابات التنمية الذاتية  هي خطابات لتحفيز الناس على التغيير و السعي وراء النجاح، و التحفيز على التغيير و طلب النجاح عمل محمود ومطلوب لا حرج فيه، ولكن المشكلة في  تحفيز الناس عن طريق بيع الوهم و الأساطير و التلاعب بالعقول،  و تقديم العلم الزائف  للحالمين بالنجاح السهل و السريع، وذلك عن طريق الدورات التكوينية المكثفة، التي تكون فرصة ذهبية  لممارسة أنواع مختلفة  من المغالطات المنطقية منها على سبيل الذكر:  *المغالطة الأولى:  تضخيم جانب التفكير الإيجابي على حساب جانب العمل، و ذلك باعتبار أنه  أصل كل نجاح، وأنه لا نجاح للإنسان في شيء إلا بالتفكير الإيجابي، و ذلك بالإفراط في التفائل و الغرق في التفكير السطحي السادج البعيد عن معطيات الواقع السياسي و الإجتماعي و الثقافي وغير ذلك، فيدعي دعاة التنمية البشرية أن   التفكير الإيجابي وحده يكفي الإنسان المتفائل الواثق في نفسه لجلب السعادة و النجاح و تحقيق كل آماله وأحلامه، ولا تدرك الأماني بالتمني، بل بالصبر و العمل الجاد، وقبل بالثقة في الله و إتخاذ الأسباب المناسبة و ...

شراء الخبز بالشعر

  شراء الخبز بالشعر كان من  شعراء العرب قديما من يتكتسب من شعره، بمدحه للأمراء وأهل الوجاهة، وكان منهم شاعر فقير معدم خاو الجيوب لا يجد ما يسد به رمق عياله الجياع، لا أذكر إسمه ولا إسم الأمير الذي كان يغشى مجلسه ، والفقر عدو لدود لمكارم الأخلاق، قد يدفع الإنسان إلى بيع ما لا يباع،  لذلك كان كثيرا ما يختلف إلى مجالس الأمراء فينشدهم أبياتا من الشعر، طمعا في عطاء جزيل أو هزيل يشتري به خبزا لصغاره. أنشد هذا الشاعر يوما أميرا أبياتا أطربت الحاضرين وأعجبتهم، فجعلوا يثنون عليه بالألفاظ فقط، والرجل ينتظر عطاء، وهم يقولون: أحسنت، أحسنت. فلما يئس منهم، قال غاضبا ساخطا: يقولون أحسنت، أحسنت، وما ب( أحسنت) يشترى الخبز. فلعل التجارة بالأدب قديمة قدم الجوع نفسه.

ذكريات طفل صائم

                  الصيام الأول                              ذكريات طفل صائم أيقظتني أمي الحبيبة في الثالثة ليلا لتناول وجبة السحور، بعد أن ألححت عليها في السؤال أن توقظني وقت السحور، فقمت فغسلت يدي ووجهي، وجلست أنا وإخوتي على زربية قروية تقليدية نسجتها أمي من قطع الملابس البالية الممزقة، تحلقنا حول المائدة الخشبية المستديرة والصغيرة، التي وضعت عليها صينية عليها إبريق شاي كبير ساخن حوله كؤوس زجاجية صغيرة وبجانب هذه الصينية صحن خزفي رسمت عليه صورة طاووس،  وعليع خبز بلدي ساخن مبلل بزيت الزيتون، مطهو في مقلات طينية على نار هادئة وقودها روث الأغنام و جدور النباتات الجافة، قبل أذان الفجر بساعتين أو ثلاث. كنا نأكل كسرة الخبز ثم  نشرب بعدها جرعة من  الشاي الساخن، و كانت أمي تتكلف بالمهمة الصعبة التي يخشاها الجميع ألا وهي صب الشاي  في الكؤووس وتمريرها على الجالسين أثناء تناول الطعام،  بينما نستمع لدروس تفسير سورة البقرة في مذياع والدي العزيز، دروس جميلة...

مجازفة عقدية

#مجازفة_عقدية من المجازفات الخطيرة ما يقوله بعض المسلمين من أن ( الأدلة المادية )على وجود الخالق سبحانه وتعالى منعدمة أو قليلة، وبالتالي فإن الأمر يفضي بالمشكك أو المنكر إلى اللأدرية لا إلى الإلحاد، وهذا القول باطل من وجهين:  أما الوجه الأول فهو أن الأدلة المادية كثيرة ولله الحمد، فالمخلوق دليل على الخالق، وكل ما في الوجود من الموجودات دليل على الموجد وهو الفاعل والخالق سبحانه، بل إن  خلية  كل مخلوق دليل على وجود الخالق، والباحث عن الحق يكفيه الدليل الصحيح الصريح، أما الجاحد المعاند فلا يكفيه ألف دليل،   و إذا كان بعض الناس لا يعلم بهذه الأدلة، فليس ذلك بدليل على عدم وجودها، فالقاعدة الفقهية و العقلية المشهورة على أن ( عدم العلم ليس علما بالعدم) و كذلك( من علم حجة على من يعلم )، و أما الوجه الثاني فهذا فيه إلتماس العذر لأهل الإلحاد بأنه يسعهم الخروج من الدين، أو عدم الدخول فيه إبتداء.